السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من أمراض عديدة ولا أعرف التشخيص الصحيح لحالتي، وقد بدأت الأعراض بأحلام متواصلة طوال وقت النوم، أعقب ذلك بعدة شهور تنميل وخدر في اليدين والقدمين، وحرقة تحت الجلد متنقلة في أجزاء الجسم، وبعدها بسنة بدأ عندي طنين وصفير بالأذنين، وفي السنة التي تليها بدأت أعاني مشكلة في النظر، وهي (غباشة) في النظر والذباب الطائر.
وقد استعملت علاجات مثل لاريكا ونوربيون وجنكسين وبيتاسرك، ولم أشعر بأي تحسن، وما زلت أعاني من جميع تلك المشاكل، ويقول الأطباء بأن التشخيص هو التهاب أعصاب، فآمل منكم إفادتي عن حالتي وتشخيصها، وما هو العلاج؟ وماذا علي فعله؟!
ولكم من الله الأجر والثواب.الإجابــةبسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الأعراض التي ذكرتها هي أعراض متعددة غير واضحة الملامح، ولكنها في مجملها تعطيني انطباعًا بأنه من الأفضل أن تذهب إلى طبيب مختص في أمراض الأعصاب، وهذا الطبيب سوف يقوم بفحصك فحصًا دقيقًا، ويقوم بإجراء تخطيط للأعصاب، وكذلك صورة بالطنين المغناطيسي للمخ.
وإن مصطلح التهاب الأعصاب قد يعني أشياء كثيرة بالنسبة للأطباء، والأدوية التي أعطيت لك بالفعل هي أدوية لعلاج الآلام الجسدية والعصبية العامة، ولا نعتبرها أدوية تخصصية، نستطيع أن نقول أنها موجهة نحو مرض معين.
هناك مرض يعرف باسم (M.S) هو من الأمراض العصبية أي التي تصيب الجهاز العصبي، وتشخيصه ليس بالصعب، ولكنه يتطلب أيضًا شخصا مختصا ومقتدرا، وطبيب الأعصاب الاستشاري هو الطبيب الأنسب، وأرجو أن لا تصاب بأي نوع من القلق حيال ما ذكرته لك، أي أنه من الضروري أن تفحص نفسك للتأكد من أنك لا تعاني من الـ (M.S)، وأنت حينما تذكر ذلك للطبيب فالطبيب سوف يعيرك إن شاء الله الاهتمام الكامل، وأسأل الله تعالى أن يكون الأمر أمرًا مبسطًا وخفيفًا، وهذا هو الأرجح إن شاء الله.
أعتقد أن الاحتمال الآخر هو أنك تعاني من نوع من القلق النفسي، وهذا القلق النفسي تجسد في شكل أعراض جسدية، وهذا نسميه بالحالات النفسوجسدية، حيث إن القلق أو الاكتئاب يمكن أن يتجسد في شكل أعراض عضوية مثل التي ذكرتها، ويكون الجانب النفسي قليلا، وإذا اتضح أن كل النتائج سليمة - بعد مقابلة طبيب الأعصاب - أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وأعتقد أن الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (سيمبالتا cymbalta) أو يعرف علميًا باسم (دولكستين Dyloxetine) سوف يكون هو الدواء الأنسب، يمكن أن تبدأه بجرعة ثلاثين مليجرامًا (حبة واحدة) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى ستين مليجرامًا وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ثلاثين مليجرامًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
يوجد دواء آخر بديل يعرف تجاريًا باسم (إفكسر Efexor) ويعرف علميًا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine)، إذا لم تتحصل على السيمبالتا سيكون الإفكسر هو الأنسب، وجرعته هي خمسة وسبعون مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة وسبعون مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة وسبعون مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذه الأدوية أدوية سليمة وفعالة جدًّا، فإذن يكون خيارك ما بين السيمبالتا والإفكسر.
أما بالنسبة للأدوية التي تتناولها الآن فأعتقد أن اللاريكا فقط هو الدواء الذي يمكنك الاستمرار عليه بجانب أحد مضاد الاكتئاب الذي ذكرناه لك، ولا أعتقد أنه توجد أي حاجة للنوربيون وجنكسين، لأنها كلها إضافات ومقويات وليس أكثر من ذلك.
وأنصحك أيضًا بممارسة الرياضة، وبالنسبة للأحلام حاول أن تثبت وقت النوم أثناء الليل، ولا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساءً، كما أن طعام العشاء إذا كنت من الذين يتناولون طعام العشاء يجب أن يكون مبكرًا وتكون الوجبة خفيفة بقدر المستطاع، ولا تنس أخي الكريم أذكار النوم، وعش حياتك بصورة طبيعية، وهذا هو أفضل أنواع التأهيل النفسي، نسأل الله لك العافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.